الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ كَرَّمَ اْلإِْنسَانَ بِالْعَقْلِ، وَشَرَّفَهُ بِالْعِبَادَةِ، وَكَلَّفَهُ بِحَمْلِ اْلَأمَاَنةِ، وَفَضَّلَهُ عَلَى سَائِرِ الْحَيَوَانِ: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ نحْمَدُهُ وَنشْكُرُهُ، وَنتُوبُ إِلَيْهِ وَنسْتَغْفِرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ. أما بعد:

لا شك أن الجميع يدرك ما للمخدرات من خطر عظيم، هذه الآفة التي باتت مصدر قلق للمجتمعات الإنسانية نظراً لآثارها السلبية على الأفراد والمجتمعات، وما تلحقه من أضرار بشرية ومادية ومن تهديد لسلامة المجتمع لكونها من الظواهر التي تساعد على ارتكاب الجرائم، وتؤدي إلى تعطيل القوى الشابة لتكون عبئاً على المجتمع بدلًا من أن تكون قوة منتجة وفاعلة، والله تعالى يقول في كتابه المجيد ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً﴾.

إننا في جمعية التعافي من المخدرات نستحث الخطا ويسبقنا الأمل بالله تعالى للوصول لمستوى الخدمة الذي يرضي جميع طارقين أبواب الجمعية، ونسعى دوماً ببصيرة متقدة لخلق شراكات مجتمعية إيماناً منّا بتكامل الأدوار وتضافر الجهود لإدراك أبنائنا وفلذات أكبادنا من خطر آفة المخدرات.

كل ذلك ونحن نستظل بالرعاية الكريمة من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم أطال الله عمره الداعم الأول للعمل الخيري والاجتماعي بمملكة البحرين، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفقه الله.

وإننا لنسعى جاهدين في التصدي لهذه الآفة جنباً للجهود المبذولة من الحكومة الرشيدة للحيلولة دون انتشارها، إضافة إلى وضع البرامج التأهيلية لمعالجة المدمنين وإنقاذهم من براثن هذه الآفة الخطيرة.

نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا في عملنا هذا، آملين أن تكون جمعية التعافي من المخدرات محضناً تأهيلياً وعلاجياً لهؤلاء المدمنين ويرجعوا إلى صوابهم بالتوبة النصوح، ليكونوا أفراداً صالحين ومنتجين في المجتمع.